في زمن التحول الرقمي السريع، لم تعد المحاسبة مجرد دفاتر ورقية أو برامج مغلقة على جهاز مكتبي. اليوم، الشركات تواجه خيارين استراتيجيين: الاعتماد على برنامج محاسبي محلي تقليدي أو الانتقال إلى برنامج محاسبي سحابي حديث. هذه المقارنة لم تعد رفاهية بل أصبحت ضرورة، لأن اختيار الأداة الخاطئة قد يكلف المؤسسة أموالاً وجهداً ويحد من قدرتها على التوسع والمنافسة.
البرنامج المحلي هو نظام يتم تثبيته وتشغيله على أجهزة الحاسب داخل الشركة. يعتمد على خوادم داخلية، وتخزين البيانات يكون حصرياً ضمن الشبكة الداخلية. الإدارة الكاملة للبنية التحتية، من الصيانة إلى النسخ الاحتياطي، تقع على عاتق الشركة.
تفضل بعض المؤسسات التقليدية هذا النوع، خصوصاً في القطاعات التي تتطلب سيطرة صارمة على البيانات مثل المصانع أو مكاتب المحاماة. الشركات التي لا تملك اتصالاً مستقراً بالإنترنت غالباً ما ترى في البرامج المحلية خياراً أكثر أماناً.
البرنامج السحابي يُدار بالكامل عبر الإنترنت. يتم الدخول إليه من خلال المتصفح أو تطبيقات مخصصة، مع تخزين البيانات في مراكز بيانات بعيدة. الميزة الجوهرية تكمن في القدرة على الوصول في أي وقت ومن أي مكان.
من أشهر الأسماء عالمياً Odoo ، QuickBooks Online، Xero، Zoho Books، بينما في العالم العربي برزت حلول مثل برنامج قيود المحاسبي و برنامج دفترة و برنامج رواء و برنامج وافق و برامج أخرى موجهة للامتثال المحلي.
المحلي يقتضي شراء أجهزة قوية لتخزين البيانات داخلياً، بينما السحابي يضع كل العبء على مراكز البيانات المتقدمة المزودة بقدرات حماية فائقة.
الاعتماد على المحلي يعني ضرورة الاستثمار في خوادم وصيانتها بشكل دوري، وهو ما قد يستهلك موارد بشرية ومالية إضافية.
الموظف يحتاج أن يكون في المكتب وعلى نفس الجهاز للوصول إلى البرنامج، وهو ما يقيّد الحركة ويقلل المرونة.
ميزة السحابة أنها تمنح الإدارة والمحاسبين القدرة على متابعة العمليات من الهاتف أثناء السفر أو من الحاسوب المنزلي.
تتضمن شراء التراخيص، الأجهزة، الخوادم، بالإضافة إلى عقود الصيانة الدورية. الاستثمار الأولي ثقيل.
السحابة تعتمد على اشتراكات متدرجة، وهو ما يجعلها أكثر مرونة للشركات الناشئة. لا حاجة لدفع مبالغ ضخمة مقدماً.
أي تحديث يتطلب تحميل يدوي، وربما إعادة تهيئة النظام. هذا قد يسبب تعطلاً مؤقتاً للعمل.
السحابة توفر تحديثات فورية دون تدخل من العميل، مع دعم فني مستمر يقلل من المخاطر التشغيلية.
البعض يرى أن تخزين البيانات داخلياً يمنح إحساساً بالأمان والسيطرة الكاملة، خصوصاً للشركات الحساسة.
الخدمات السحابية تعتمد على تشفير متعدد المستويات، جدران حماية ذكية، وأنظمة كشف الاختراق، مما يجعلها أكثر صلابة في مواجهة الهجمات السيبرانية.
إضافة مستخدم جديد قد يتطلب شراء تراخيص إضافية أو ترقية الأجهزة.
يمكن للشركات أن تبدأ بخطة صغيرة ثم تترقى بسلاسة مع نمو حجم العمليات.
في البرامج المحلية غالباً ما يكون الدمج مع أنظمة أخرى معقداً ويتطلب تطويراً خاصاً.
البرامج السحابية مصممة للاندماج مع تطبيقات أخرى مثل أنظمة المخزون أو أنظمة الدفع الإلكتروني.
ميزة واضحة للمناطق ذات الاتصال الضعيف.
هذه نقطة ضعف رئيسية، تجعل السحابة تعتمد بشكل كلي على اتصال ثابت.
غالباً ما تأتي بتصاميم قديمة ومعقدة، مما يتطلب تدريباً إضافياً للموظفين.
واجهة السحابة عادة تكون بديهية، حديثة، تدعم الأجهزة الذكية، وتقدم تجربة استخدام سلسة.
البرامج المحلية تراعي في الغالب متطلبات الضرائب الوطنية بشكل مباشر.
الميزة أن التعديلات يتم دمجها فوراً دون الحاجة لتحديث يدوي.
الكيانات الضخمة التي تفضل السيطرة الكاملة على بياناتها ترى في المحلي خياراً مناسباً.
بفضل المرونة وقلة التكلفة المبدئية، فإن السحابة تخدم الشركات التي تبحث عن التوسع بسرعة.
إحدى الشركات الصناعية الكبرى التي اعتمدت على النظام المحلي حققت سيطرة عالية على بياناتها لكنها تكبدت تكاليف صيانة كبيرة.
شركة ناشئة في قطاع التجارة الإلكترونية تمكنت من التوسع السريع في عدة دول عبر برنامج محاسبة سحابي بفضل مرونة الوصول وتكامل الأنظمة.
تحديد حجم الشركة، طبيعة النشاط، مستوى الأمان المطلوب، والميزانية المتاحة.
ابدأ بتجربة نسخ تجريبية، استشر فريق تكنولوجيا المعلومات، وضع خططاً مستقبلية للنمو قبل اتخاذ القرار النهائي.
لا يوجد جواب واحد يناسب الجميع. الاختيار يتوقف على أولويات الشركة ومرحلتها. المؤسسات الكبيرة قد ترى في المحلي ضماناً للتحكم، بينما السحابة تمثل المستقبل للشركات الساعية للمرونة والسرعة. بيئة الأعمال اليوم تميل للسحابة، لكن القرار الأمثل يبقى في يد صاحب العمل.
SMACC30
كل عام والسعودية تُعانق السماء مجدًا وطموح وإزدهار اللهم ادم علينا الامن والامان والرخاء واحفظ هذه البلاد وقادتها من كل سوء